قصة بول ميلر
عام بول ميلر بدون الإنترنت
بول ميلر، صحفي تقني في ذا فيرج، شعر بالإرهاق من المطالب المستمرة
لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. في عام 2012، وهو في سن 26 عامًا،
قرر القيام بتجربة جريئة: الانفصال تمامًا عن الإنترنت لمدة عام كامل.
كان هدفه هو رؤية كيف سيؤثر هذا التغيير الجذري على حياته وإنتاجيته
ورفاهيته الشخصية.
في الأول من مايو 2012، انفصل بول عن الشبكة. سلّم هاتفه الذكي، وتجنب
نقاط الاتصال اللاسلكية، وتوقف عن استخدام البريد الإلكتروني ووسائل
التواصل الاجتماعي وجميع خدمات الإنترنت. في البداية، كان التغيير
محررًا. بدون التنبيهات المستمرة، وجد مزيدًا من الوقت لقراءة الكتب،
والتواصل وجهًا لوجه، واستكشاف هوايات جديدة مثل ركوب الدراجات وعزف
الآلات الموسيقية.
تميزت الأشهر القليلة الأولى بزيادة الإبداع وشعور بالسلام. كتب بول
مقالات باستخدام آلة كاتبة وتواصل مع زملائه عبر الفاكس والمكالمات
الهاتفية. استمتع ببساطة روتينه الجديد وعمق تفاعلاته خارج الإنترنت.
مع مرور الوقت، ظهرت تحديات. بدأ بول يشعر بالعزلة. بدون وسائل التواصل
الاجتماعي، وجد صعوبة في متابعة الأصدقاء والعائلة. فاتته دعوات
للفعاليات، وشعر بأنه خارج الأحداث الجارية والمناقشات الثقافية.
مهنيًا، واجه عقبات في التعاون مع زملاء يعتمدون بشكل كبير على
التواصل الرقمي.
بحلول نهاية العام، توصل بول إلى إدراك عميق. على الرغم من أن للإنترنت
ووسائل التواصل الاجتماعي عيوبهما، إلا أنهما يقدمان أدوات لا تقدر
بثمن للاتصال وتبادل المعلومات. لم تكن المشكلة في التكنولوجيا نفسها،
بل في كيفية تعامله معها.
عندما أعاد الاتصال في الأول من مايو 2013، تبنى بول منظورًا جديدًا
تجاه الإنترنت. وضع حدودًا لنشاطاته عبر الإنترنت، مثل تحديد الوقت على
وسائل التواصل الاجتماعي والتركيز على التصفح الهادف. شارك بول
تجاربه في سلسلة من المقالات، مؤكدًا على أهمية الاستخدام الواعي
للإنترنت.
لاقت رحلته صدى لدى الكثيرين الذين يعانون من الحمل الرقمي الزائد.
توضح قصة بول أن تقليل إدمان وسائل التواصل الاجتماعي لا يعني بالضرورة
الانفصال التام، بل يتعلق بإنشاء علاقة متوازنة مع التكنولوجيا—
استخدامها لإثراء الحياة دون السماح لها بالسيطرة.
المصدر: ميلر، بول. "أنا ما زلت هنا: العودة عبر
الإنترنت بعد عام بدون الإنترنت." ذا فيرج، 1 مايو 2013.